دعوني أبدأ بهذه الكلمات من قلبي لكم...
أنتم من يهمني أمرهم ، كما يهمكم أمري
اسأل الله لي ولكم العفو والعافية ، واسأله سبحانه ان يتجاوز عن أخطائنا واخطاء ما نخطه بأقلامنا ، وان يتجاوز عن نسيان البعض منا وغفلته ، وان يجعل ما نكتبه شاهدا لنا لا علينا
ثم أما بعد .....
عندما يعود الانسان منا الى نفسه في لحظة هدوء ويتأمل ما حوله يتضح له جليا الكثير من الامور التي قد لا يراها في احيانا أخرى ، وذلك مثله مثل من يسافر تجده بعد عودته يبدأ بالحديث عن جمال الرحلة ومتاعبها وكيف استمتع بها ، ويبني خططاَ للمرة القادمة.
كنت عندما اكتب احمل قلمي كما احمله الان ، فأما ان تأخذني الحمية واذب عن معتقداتنا وعقيدتنا او أذب عن اعراض نساءنا ، وأما أن يجري الحزن في عروقي كما يجري الدم فتجده حبرا ومداداَ لنزف قلمي فأكتب ما يسطر حزني بينكم كي يعانق مواساتكم لي ، أو تجدني ارد على كاتب او مشاركة متمعنا في تلك الحروف متفكرا في اغراضها ، معانقا احساسها ، محبا لقلم كاتبها ، وأن اعجبتني مقاله تراني اهرول مسارعا الى النهل من حكيم كلامها وبلاغة وصفها ، جامعا ما استطعت من حروف كي اعلق عليها.
لكن سألتني نفسي سؤالا ، كيف وظفت عقلي في كل ذلك؟
هل كان هو الضابط ؟ هل كان هو الاساس ؟
أتدرون ما كان رد نفسي ؟!
قال المسأله ليس الغاز واحجيات ، المسألة ابسط بكثير ، هي مجرد احاسيس في كليمات واوصاف نريد بها التعبير عن مكنونات ، هذا ببساطة.
في بداية الامر سايرتها ، ثم قلت نعم هذا صحيح ، لكن دعيني اختبر مقولتك ، ونترك الحكم لمن يقرأ
عندما تحدث عن الحبيب أو الالم أو الصديق هل بأمكاننا ان نقول للحبيب أني اناجيك وارفع اليك حاجتي ، وانت ملاذي ولن يبقى الا ان يقول والعياذ بالله انت الهي.
او نجده يقول ، تعسا لهذا الزمن واقداره ( نسأل الله العافية) فمن هو الدهر ومن هو من يقرر الاقدار ويكتب المصائر والاجال.
أو نجده يقول ، حبيبتي انت الحياة ، ولولاك ما حييت ، ولا اتيت ولا كتبت ولا ابتليت ، حتى يصل به الامر الى ان يعانقها ويقبلها ... توقف أخي وأختي ، انا وغير لا ندعي الكمال وقد نخطأ وقد نقول ما نقول لكن أين عقولنا التي تحكم ما نقول.
لذا سؤالي مرة اخرى .. من الذي يدرك حجم وخطورة ما نكتبه هنا العقول ام الشعور؟
انها والله العقول .. ورب الكعبه انها عقولنا ، ادراكنا ، مشاعرنا المبنية على الفطرة السليمة النقية ، قلوبنا الطاهرة ، كل تلك هي عقولنا.
أحبتي قد يأتي من يأتي ، وليس هذا موضع نقاش ويقول ،لكن هذا تحجيم وتصغير وتضعيف وما الى ذلك من اوصاف والقاب ، لدور المشاعر والاحاسيس ، والكاتب عندما يكتب يطلق لقلبه التصوير ولمشاعره الرقراقه لتحبير ما يخالج نفسه من احاسييس.
اقول نعم ، لكن لا تنسى ان هناك ظوابط واطار ، وكل عمل اذا لم يوضع في صورة يقبلها كل الناس كان عملا رديئا لا يعجب الا صاحبه.
هب اننا تركنا لرسام الحرية لان يرسم ، اوليس الرسم فنا ، وقلنا له هذه حائط لا حدود له ارسم لنا بفنك ما نراه جميلا ، تجد انه يحددد اطار لوحته كي يوجه الابصار الى فنه وروعته.
أرجو منكم أخواني / اخواتي ، بعد ان تفسحوا لاحاسيسكم ان تخاطب نفوسكم وارواحكم لتقرر لنا عن مشاعركم وهمومكم وآهاتكم ان تدعوا هناك بصيص فرصة لعقولكم كي تحكم ما تكتبونه ، دعوا لحظة تأمل لفطرتكم السليمة كي تراجع ما تكتبون.
احبتي ، دعونا نسمو بأحاسيسنا ووالله لو اطلقنا لمواهبنا التي منحنا اياها كي تخاطب اشياء جميلة حولنا لكان اجمل واوقع من الف الف حرف فيه مخالفة واحده رغم روعة باقي النص.
لماذا دوما تكون المرأة والرجل محور حديثنا ، هم مخلوقات لله وكل ما يحيط بنا من مخلوقات الله أليس الفراش جميلا ؟ والثلج رائعا ؟ والقمر بديعاَ؟ أين التورية من حساباتنا أين هي؟
أخير ولولا خوفي من الملل عليكم ، ابعث رسالة الى أحبتي الذين يقومون بالرد وانا واحد منهم بدون النظر الى مخالفات النص والتمعن بعين الواعي لكل ما يقرأه.
أقول له : قد يكون من كتب جاهلا بأمر ما ، وقد يكون زل قلمه واخطأ ، وقد يكون والعياذ بالله ممن لا نود وجوده بيننا لخلل في عقيدته ، فلماذا لا نكون له ناصحين موجهين؟
فأما ان توجهه الى الصحيح من القول ، أو تشعر من يقوم بتوعيته وتعديل ما أخطأ به ، أو نرفض وجوده بيننا ، نحن لا ندعو الى الغليظ من القول لكن بأسلوب ادبائنا وكتابنا الافاضل ، قد نكون سب بناء لا معول هدم.
ما دعاني لكتابة هذه المقال ، هو محبتي لكم وامنيتي أن اصلح نفسي المخطئة وادعوكم الى تحكيم فطركم السليمة فيما تكتبون ومن جهل عليه شيء فليسأل فليس يولد المرء عالما.
استودعكم الله
الثلاثاء يوليو 08, 2008 7:07 am